كيفية التعامل مع الخلاف حول الملك الألفي
ربما يكون الأحكم إذن أن نقترب جميعًا إلى سفر الرؤيا في إقرار منا بأنه كلمة الله الموحى بها، لكن بكونه يحوي عناصر ستظل على الأرجح محيِّرة إلى أن يأتي يسوع ثانية. نعلم الآن بعد تحقق النبوات المتعلقة بالمسيا وبمجيئه الأول أن لا أحد رأى التتميم كما حدث بالفعل. حسنًا، أدرك بعض المفسرين وجود شقين من الأوصاف؛ إما أنه سيأتي متألمًا أو منتصرًا، لكنهم لم يعلموا كيف. ظن البعض أنه سيختار أيهما سيكون بناءً على طاعتنا أو عصياننا. لكن لم ير أحد مسيا واحدًا، ومجيئين. لم ير أحد مسيا يأتي كإله-إنسان، وسيقوم من الأموات ويتمم بقية النبوات في مجيئه الثاني. تبدو غالبية النبوات اليوم منطقية تمامًا بعد تحققها، لكن لم يرها أحد مسبقًا آتية كما تمت بالتحديد. على الأرجح هذا هو الحال أيضًا من جهة نبوات مجيء المسيح ثانية، والفترة الزمنية الواقعة بين الحاضر والمجيء الثاني، فهي ستبدو منطقية تمامًا بعد وقوعها، لكن لن ينجح أحدنا في تفسيرها مسبقًا.
هناك عنصر آخر أيضًا. أحد النتائج المؤسفة للجدل الحداثي والأصولي، الذي دار في أوائل القرن العشرين، كان إيمان التيار قبل الألفي من بين الأصوليين القدامى بوجوب اعتبار المجيء الثاني للمسيح، والذي به افترضوا مجيئًا ثانيًا حيث سيقام ملكوتٌ أرضيٌّ لمدة ألف سنة، أحد الأساسيات، حتى أنهم أخطأوا في الحُكم على من لم يجزموا بمجيء ثانٍ قبل ألفي، لكن أكدوا على مجيء ثانٍ بالجسد، معتبرين إياهم ليبراليين، أي ينكرون التعليم الرسمي الموثوق للكتاب المقدس، وما إلى ذلك. نشتهر نحن المسيحيون الإنجيليون، الذي نؤمن بالكتاب المقدس، بوضع الحدود الفاصلة، بحسن نية، في الموضع الخطأ. حسنًا، هوذا موقف حدث فيه هذا؛ يوجد حد فاصل بالفعل، لكن من جهة مجيء ثانٍ للمسيح بالجسد، وليس بالضرورة مجيء ثانٍ قبل ألفي. وبإدراكنا ذلك، تصير النبوة الكتابية وتفسيرها مجالًا حيث يمكن أن نتيح المزيد من الحرية لبعضنا البعض، ونجري مناقشات ضليعة، ونسمح بالاختلاف، وطرح الحجج، كل هذا شريطة ألا يكون سلطان الكتاب المقدس على المحك.
Dr. Todd Mangum is Professor of Theology and Academic Dean of Biblical Theological Seminary.